لماذا صرخ يوحنا بولس الثاني،
في زياح القربان الأخير قبل وفاته.
البابا يوحنا بولس الثاني، كان عاجزاً عن السير في الإحتفال الأخير بعيد الجسد، الذي كان يترأسه.
في 10 حزيران 2004، طلب القديس يوحنا بولس الثاني، مراراً خلال زياح القربان الأخير الذي ترأسه في عيد جسد الرب، أن يركع أمام القربان المقدس.
لكن طلبه لاقى رفضاً من مرافقيه الذين خافوا عليه،
لأنه مسنّ.
روى المونسنيور كونراد كراجيفسكي، أن البابا كان عاجزاً
عن السير في الإحتفال الأخير بعيد الجسد، الذي كان يترأسه. و خلال الزياح، فيما كان الحبر الأعظم على متن
السيارة البابوية، طلب من المونسنيور بالبولندية أن يركع،
فإرتبك لأن البابا كان في وضعٍ يمنعه من الركوع.
عندها شرح له عدم إمكانية ركوعه قائلاً له أن السيارة البابوية تتحرك بإتجاهات مختلفة خلال الزياح.
فسمع تمتمة البابا، و لم تمضِ فترة وجيزة حتى عاد البابا
و كرر طلبه: “أريد الركوع”. فقال له المونسنيور أنه
من الأفضل محاولة فعل ذلك على مقربة من بازيليك
القديسة مريم الكبرى. مجدداً، سمع المونسنيور التمتمة.
و بعد لحظات، هتف البابا بحزم بالبولندية في شبه صراخٍ: “يسوع حاضر هنا، أرجوكم.”
في النهاية، تحقق مبتغاه لأن المونسنيور و مرافقي البابا ساعدوه على الركوع. فعلوا ذلك بصعوبة، و شهدوا على “تعبير عظيم عن الإيمان: فعلى الرغم من أن الجسد لم يكن يستجب للنداء الداخلي، إلا أن المشيئة بقيت ثابتة و قوية”.
قال المونسنيور عن البابا:
“لدى مجيئه إلى الإحتفالات، إما كان يركع إما كان يبقى جالساً يصلي بصمت خلال السنوات الأخيرة من حبريته.
كان يبدو و كأن الحبر الأعظم غير حاضر بيننا،
أنا مقتنع أن يوحنا بولس الثاني، قبل مخاطبة الناس،
كان يطلب من الله أن يسمح بأن يكون صورته الحية
أمام الناس، الأمر عينه كان يحدث بعد الإحتفال:
عندما كان يخلع حلّته المقدسة، كان يركع و يصلي”.
يروي المونسنيور كراجيفسكي:
“لطالما كان البابا يقول أنه أمام المسيح الحاضر
في القربان المقدس، لا بد من التحلي بالتواضع الشديد،
و التعبير عن هذا التواضع بواسطة الحركة الجسدية”.